[التعليم] اتجاه التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي

المؤلف: وو تشاوهوي

التاريخ: 2025-6-20 يوم الجمعة، الساعة 11:52 صباحًا

········································

[التعليم] اتجاه التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي

في عصر اليوم الذي تتسارع فيه الذكاء الاصطناعي وتظهر فيه الأدوات الذكية بشكل متزايد، يتجه نظام التعليم بصمت نحو اتجاه يثير القلق العميق - لم يعد مركزًا على إيقاظ الإمكانيات البشرية، بل أصبح يستند إلى "محاكاة الذكاء الاصطناعي" كمعيار، محاولًا تدريب الجيل القادم ليكون أداة فعالة يمكنها المنافسة مع الآلات في القدرة على الحساب، والذاكرة، وسرعة الاستجابة. تتجه تصميمات المناهج الدراسية في المزيد من المدارس نحو الهيكلة، والمعيارية، والتفتيت، بينما تركز المؤسسات التدريبية على محاكاة نماذج إجابة الذكاء الاصطناعي، وتدور التربية الأسرية بقلق حول "هل يمكن أن نكون أسرع من الذكاء الاصطناعي" لتشكيل أساليب التعلم ومسارات النمو. بل بدأ بعض الآباء يشعرون بالفخر عندما تكون إجابات أطفالهم "دقيقة مثل الذكاء الاصطناعي"، ويعتبرون "الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة في التعلم" هدفًا، و"التدريب المتزامن مع الذكاء الاصطناعي" استراتيجية، مما يؤدي إلى تقليص نظام التعليم الذي كان ينبغي أن يكون متنوعًا، مفتوحًا، وإبداعيًا إلى نموذج تفكير "يقلد منطق الآلة"، كما لو أن الطفل إذا كان مثل الذكاء الاصطناعي، فإنه يمتلك المستقبل؛ وكأن الذكاء الاصطناعي هو الجواب النهائي للذكاء. ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه الذي يبدو "فعالًا" هو في الحقيقة انحراف تعليمي يتسلل بهدوء، وهو يفرغ بهدوء القيمة الأساسية للإنسان كـ "كيان واعٍ حر".

القيمة الأساسية للإنسانية لم تكن أبداً في القدرة على حفظ المزيد من النقاط المعرفية، أو الإجابة على المزيد من الأسئلة القياسية، أو التفوق في المزيد من المسائل البيانية، بل في القدرة على إقامة النظام في الفوضى، وبناء نماذج في المجهول، وتجاوز الحدود خارج المعرفة العامة، واختراق الجذور خارج المنطق. ميزة الذكاء الاصطناعي هي المعالجة السريعة، والتعلم على نطاق واسع، والتفكير الضخم، لكن قيوده واضحة أيضاً: ليس لديه مشاعر حقيقية، ولا إرادة حرة، ولا قدرة على "الإدراك الذاتي لتحيزاته الفكرية"، ولا يمكنه تجاوز نموذج تدريبه. الذكاء الاصطناعي قوي في التعرف على الأنماط، لكنه لا يستطيع حقاً إدراك الاهتزازات الدقيقة خارج الأنماط؛ قوي في تنظيم اللغة، لكنه لا يستطيع إنتاج تلك الرؤى التي تخترق الروح خلف اللغة؛ قوي في الاستنتاج المنطقي، لكنه لا يستطيع عبور "الهيكل العميق للإنسانية" الذي لا يغطيه المنطق. ومع ذلك، نحن نقرب معايير التعليم البشري من الذكاء الاصطناعي، ونضغط مسارات التعلم البشرية إلى محاكاة امتحانية لـ "المهام القابلة للقياس"، مما سيؤدي في النهاية إلى جيل بعد جيل من الأطفال الذين يتم تنميط تفكيرهم، وتخدير إدراكهم، وتضييق منطقهم، ومحو إبداعهم. والنتيجة هي أن الدماغ يفقد تدريجياً القدرة على التطور الديناميكي، ويعتمد التفكير بشكل متزايد على "الأنظمة المساعدة الخارجية"، وينسى "أن الوعي بنفسه هو خالق النظام". نحن نستخدم مزايا الذكاء الاصطناعي، ون quietly نلغي الغريزة البشرية.

لقد صممت نظام "اللوجستيات الذكية" القادر على التعديل التلقائي، والتصنيف، والمزامنة باستخدام Excel في عام 1997، دون خلفية برمجية، ودون فريق تكنولوجيا المعلومات، فقط كان لدي جهاز كمبيوتر، ورسم ذهني، وقدرة على الاستنتاج اللامحدود. اعتقد الكثيرون أن ذلك أمر لا يصدق، واعتبروا أنه يجب أن يكون برنامجًا تجاريًا تم تطويره بواسطة فريق. لكنني كنت أعلم أن ذلك ليس تراكمًا تقنيًا، بل هو حدس هيكلي وترابط معرفي - إنه منطقة في دماغي تم تجاهلها من قبل التعليم التقليدي، وقد "استيقظت" في الواقع.

في الواقع، أظهرت الأبحاث في علم الأعصاب وإدراك الدماغ منذ زمن بعيد أن المناطق النشطة حاليًا في دماغ الإنسان تشكل حوالي 4% فقط من الإجمالي، بينما الـ 96% المتبقية هي منطقة من الإمكانيات التي لم تُستخدم تقريبًا. التعليم الحقيقي ليس في تحويل البشر إلى "مساعدين ذكاء اصطناعي"، ولا في تشكيل الأطفال ليصبحوا "روبوتات لإدخال وإخراج البيانات"، بل يجب أن يكون الهدف من التعليم هو تنشيط، وإيقاظ، وفتح تلك القارة الواسعة من الوعي التي تم تجاهلها من قبل الحضارة، وكُبِّلت بواسطة الأنظمة، وأُغلقت بفكر أدوات العصر الصناعي. هناك يكمن مصدر الخيال، وسبيل البصيرة، ورادار الإلهام، وتدفق الحدس، وشرارة الإبداع، بالإضافة إلى القدرة الفائقة على تجاوز الأسباب، واختراق الظواهر، وإعادة تشكيل أنظمة الإدراك. الحكمة الحقيقية لا تعتمد أبدًا على الحفظ من قاعدة البيانات، بل في تمييز الأنماط وسط الفوضى، وفي ابتكار طرق جديدة عندما لا توجد طرق، وفي تجاوز حدود القواعد ضمن القيود المعروفة. كل هذا، لا يمكن أن تمتلكه الذكاء الاصطناعي، لكن البشر قد يمتلكونه. السؤال هو، هل لا زلنا نرغب في تنشيطه؟

إذا استطعنا إعادة تحديد أهداف التعليم - بدلاً من السؤال "هل يمكن للأطفال مواكبة الذكاء الاصطناعي"، نبدأ بالسؤال "هل خرج الأطفال من خطوة إمكانيات الإنسان"؛ بدلاً من تقليد مسارات الذكاء الاصطناعي، نستخدم التعليم لإيقاظ أبعاد الوعي التي لا يمكن أن يحصل عليها الذكاء الاصطناعي أبداً، فإن كل فرد إنساني سيكون لديه فرصة للنمو ليصبح "كياناً ذكياً هيكلياً" يتجاوز الذكاء الاصطناعي حقاً. في ذلك اليوم، لن نعود نخشى من حكم الذكاء الاصطناعي للبشر، لأننا قد عدنا من اليقظة الجذرية للتعليم إلى الطريق التطوري "من دماغ الإنسان إلى حكمة الكون". في ذلك الوقت، لن نعتبر "الدرجات العالية" مرادفاً للذكاء، ولن نعتبر "محاكاة الواقع" المعنى الكامل للتعلم، بل سنعيد التعليم إلى كونه "آلية تنشيط الفضاء الداخلي" - كل مادة دراسية هي مفتاح لفتح مجالات الإدراك؛ وكل تجربة تعلم ليست لمواكبة تطور الأدوات الخارجية، بل لإيقاظ انفجار الكون الداخلي.

لقد قمت أيضًا، دون أي قوالب، ببناء منصة منتدى كاملة ونظام تعاون عن بُعد عبر الدول بمفردي، قبل سبع سنوات من انتشار العمل عن بُعد خلال جائحة كورونا. كان الجميع يعتقد أن التعليم يجب أن يتبع التكنولوجيا، لكن ما فعلته فعليًا هو أنني، دون "توجيه" التكنولوجيا، استخدمت التفكير البدائي والحدس والمنطق الهيكلي لخلق حلول بنشاط. هذا جعلني أدرك بشكل متزايد أن هدف التعليم ليس مجرد تذكر الإجابات، بل هو أن يجعلك الشخص الذي يمكنه صياغة الأسئلة وإعادة تنظيم القواعد.

التعليم الحقيقي في المستقبل، ليس مبنياً على الذكاء الاصطناعي، ولا واقفاً فوق الذكاء الاصطناعي، بل يعود إلى نقطة وعي الإنسان الأصلية، ويعيد طرح السؤال: ما هي القدرات التي يجب أن يمتلكها "الإنسان الكامل"؟ فقط من خلال اكتمال الوعي، وحرية التفكير، وعمق البصيرة، وانفجار الإبداع، يمكن تشكيل حجر الأساس للحضارة نحو المستقبل. لم يكن الإنسان أبداً عبداً للأدوات، بل هو مصمم الهياكل، ومكسر الطرق، ومتجاوز الحدود. المهمة النهائية للتعليم ليست تعليم الإجابات، بل فتح المزيد من الاحتمالات لوجود الإنسان.

لذا، لا تدع الأطفال يصبحون نسخة ثانية من الذكاء الاصطناعي، فهذا نوع من التدهور الإدراكي. دعهم يكونون حقًا استمرارًا للبشرية، فهذا هو مسؤولية التعليم واتجاهه. فقط بهذه الطريقة، يمكننا في عصر الذكاء الاصطناعي، ألا نكون "المستبدلين"، بل "المحددين". ليس التنافس المفروض، بل إعادة ضبط قواعد اللعبة. وهذا، هو بالضبط نقطة انطلاق التعليم التي يجب أن تبدأ من جديد.

أنا لست الشخص الذي يدفعه الذكاء الاصطناعي، بل أنا من أثبت بالحياة: إن فردًا بشريًا لا يعتمد على أي مساعدة خارجية يمكنه أيضًا بناء حلول نظامية أقوى من الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات. هذا ليس معجزة، بل هو غريزة؛ ليس بطلًا خارقًا، بل هو "أداة الإدراك الفائقة" التي يمتلكها الإنسان بطبيعته.

الاتجاه الحقيقي للتعليم هو جعل هذه القدرة تحدث في كل شخص عادي. ليس تدريبهم ليصبحوا منفذين، بل إيقاظ ذلك الشخص الذي يمكنه إعادة ضبط القواعد بنفسه.

المصدر: http://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=696442