[الثقافة] العيش مع ثلاثة أجيال ليس نعمة

المؤلف: وو تشاوهوي

التاريخ: 2025-7-30 الأربعاء، الساعة 8:58 مساءً

········································

[الثقافة] العيش مع ثلاثة أجيال ليس نعمة

لقد كنت دائمًا أعتقد أن بعض المفاهيم في هذا العالم قد تم تجميلها لفترة طويلة لدرجة أن لا أحد يجرؤ على الشك في ما إذا كانت صحيحة أم لا. ولكن عندما تعيش التجربة بنفسك، ستعرف ما معنى "الظاهر هو الاجتماع، والباطن هو الاستنزاف".

ثلاثة أجيال تحت سقف واحد، منذ صغري سمعت أن ذلك من الحظ. تمتد الروابط الأسرية، ويستمتع الأجداد والأحفاد معًا، وتكون العائلة في تناغم وسعادة. ومع ذلك، عندما ندخل الحياة حقًا، ندرك أن ما يسمى بـ "الحظ" هو في كثير من الأحيان قيود، وتضحيات، ومعركة استنزاف صامتة.

لقد رأيت امرأة مسنّة، تقترب من الثمانين، تعتني بزوجها المريض في السرير كل يوم، وتقوم بتوصيل حفيدها إلى المدرسة وإعادته، وتطبخ، وتغسل، وتنظف، وكأنها تدير الأسرة بأكملها بمفردها. بينما ابنتها، والدة الحفيد، تقول بكل ثقة: "أنا مشغولة جداً في العمل، لذا يجب على أمي مساعدتي في هذه الأمور." يبدو أن هذه الأسرة تتكون من ثلاثة أجيال تعيش معاً، لكنها في الحقيقة تعكس انحرافاً أخلاقياً يتمثل في "استنزاف الأجداد وراحة الأحفاد". لقد قالت لي تلك المرأة المسنّة جملة لا أنساها حتى الآن: "يقول الأطفال إنني بارّة بهم، لكن في الحقيقة أنا من يتم برّها."

عندما أمارس التمارين، وخاصة أثناء الوقوف والتأمل الداخلي، غالبًا ما تتبادر إلى ذهني هذه المشاهد العائلية. رغم أن جسدي ساكن، إلا أن ذهني واضح تمامًا - ما هو الاستقرار الحقيقي؟ ليس كل شخص محبوسًا تحت سقف واحد، بل هو أن تكون القلوب مطمئنة، وأن تكون الحدود واضحة. يخطئ الكثيرون في اعتبار "العيش معًا" هو "الحميمية"، لكن الحميمية الحقيقية هي الاحترام، وعدم الإزعاج، وأن يكون لكل جيل مساحته وإيقاعه واختياراته الخاصة.

يعتقد الشباب أن "العيش معًا يوفر المال"، بينما يعتقد الكبار "إذا كان بإمكاننا المساعدة، فلنساعد"، لذا يتعايشون معًا. لكن مع مرور الوقت، سواء كان الأمر يتعلق بمستوى صوت التلفاز أو بمفاهيم تربية الأطفال أو عادات الطعام أو نمط الحياة، أي شيء ليس منطقة خطر كامنة؟ لدي الكثير من الأصدقاء من حولي الذين يشتكون لي، أن العلاقة الزوجية لا تتدمر بسبب الخيانة، بل تتدمر بسبب "العيش مع الوالدين".

أنا لست شخصًا يتحدث عن المبادئ بشكل فارغ، لقد كتبت المقالات لعشرات السنين، وأتناول فيها الهيكل، والإثبات، والمنطق. لقد كتبت عن "الشيخ الذي تم اختطافه من قبل الحضارة"، ورأيت الكثير من "التحكم باسم الحب". تعتقد أنك تبرهن على برك، لكن في الحقيقة أنت تربط الآخرين بالأخلاق، وتجعلهم يدفعون ثمن سعادتك.

وغالبًا ما يتم هذا الاختطاف تحت شعار "نحن عائلة واحدة". "كم هو مريح أن يعيش والداك معًا" "يجب على العائلة أن تساعد بعضها البعض" - هذه الكلمات التي تبدو دافئة تخفي في الواقع حقيقة: من يتحمل التكلفة؟ من يتحمل؟ من لم يُسمح له أبدًا بالاختيار؟

على مستوى أعمق، في العديد من الأسر، يقوم كبار السن بدفع المال لشراء المنازل، بينما يطلب منهم الأحفاد "الانتقال للخارج حتى لا يعيقوا الأمور"؛ أو، يقوم كبار السن بالجهد لرعاية الأطفال، لكن يُطلب منهم "عدم التدخل في التعليم". هذه ليست عائلة، بل هي ديون، وهي صفقة أخلاقية لا تنتهي.

لقد بدأ العديد من العلماء في دول مختلفة منذ فترة طويلة في دراسة هذه القضية. في الولايات المتحدة، هناك مجلات أكاديمية تناقش بشكل خاص "صراعات السلطة بين الأجيال في الأسر متعددة الأجيال". وقد وجدت الأبحاث في كوريا أن نسبة الاكتئاب الناتجة عن صراعات الحماة والكنة في الأسر التي تعيش فيها ثلاثة أجيال أعلى بنحو 50% مقارنة بالأسر النووية. لكن في العالم الناطق بالصينية، يكاد لا يوجد نقاش عميق ومنهجي حول هذه المواضيع.

لماذا؟ لأن الثقافة لا تسمح. لأن "البر بالوالدين" هو قمة الأخلاق، ومن يشكك في ذلك يعتبر عاقاً. لذا لا يمكننا إلا أن نكبت، لا يمكننا إلا أن نتحمل. ومع التحمل، أصبح ما نحن عليه اليوم هو الوضع الطبيعي.

أنا أكتب هذه المقالة ليس من أجل معارضة روابط الأسرة، ولا من أجل الترويج لما يسمى "فصل العلاقات". أريد فقط أن أقول إن الروابط الحقيقية ليست ضغط المساحة الفيزيائية، بل هي استرخاء المساحة النفسية. دع الأهل يعيشون حياتهم الخاصة، ودع الأبناء يسيرون على إيقاعهم الخاص. حتى لو كانت المسافة بينهما شارعًا واحدًا، فإن المشاعر قد لا تضعف؛ بل على العكس، قد تكون أفضل.

إذا سألتني، هل هناك سعادة في العيش مع ثلاثة أجيال تحت سقف واحد؟ بالطبع هناك. لكن ذلك نادر جداً، فهو استثناء يعتمد على وجود وعي عالٍ وقدرة على التواصل بين أفراد الأسرة، بالإضافة إلى أن الهيكل الاقتصادي كافٍ لدعمه. أما الغالبية العظمى من الناس، فهم في الحقيقة مضغوطون من خلال الأطر التقليدية والضغوط الواقعية، مما يجبرهم على العيش في نمط حياة "يبدو وكأنه لم الشمل".

يمكننا الاستمرار في مدح البر بالوالدين، لكن لا يمكننا تجاهل تشوهاته؛ يمكننا الاستمرار في احترام التقاليد، لكن يجب أن نكون جريئين في ترقيتها هيكليًا. لأن الجيل القادم لم يعد يرغب في تحمل مثل هذه التضحيات غير المرئية، وكبار السن يستحقون أيضًا أن يكون لديهم شيخوخة خاصة بهم، وليس أن يُستخدموا لسد ثغرات حياة الشباب.

لذا أقول، العيش مع ثلاثة أجيال ليس نعمة. على الأقل، ليس نعمة عالمية، بل هو أشبه بتعاون عائلي يتطلب وعيًا ويقظة إضافية. إذا لم تكن هناك حدود واضحة، وتواصل متساوٍ، ومساحة كافية، فسيكون مجرد "سوء فهم جميل" يضغط فيه كل طرف على الآخر ويتداخل فيه الأجيال.

لم أعيش مع والديّ منذ عقود، باستثناء فترة الوباء، أحرص على مرافقة والديّ لتناول الطعام أو الخروج مرة أو مرتين في الأسبوع، ويجب أن يُعتبر هذا نوعًا آخر من البر بالوالدين الذي يدمج بين الثقافتين الشرقية والغربية!

يجب أن نستيقظ من هذا الفهم الخاطئ.

المصدر: http://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=697084