[الثقافة] إحياء ذكرى الأديب الكبير تشانغ هانغ

المؤلف: وو تشاوهوي

الوقت: 2025-7-14 الإثنين، الساعة 4:03 صباحًا

········································

[الثقافة] إحياء ذكرى الأديب الكبير تشانغ هانغ

في قلبي، السيد تشانغ هانغ ليس فقط شخصية بارزة في الأدب التايواني، بل هو أيضًا واحد من أكثر الشعراء أسطورية في "جمعية الكتاب الدوليين لطيور قوس قزح الأسترالية". إنه من أوائل الشعراء التايوانيين الذين انضموا إلى منتدانا، ومنذ عام 2009 وهو مقيم لفترة طويلة، حيث تجاوز عدد مشاركاته الستين ألف مشاركة، مما يجعله أعظم كاتب في منتدانا من حيث عدد المشاركات. والأهم من ذلك، أن كل قصيدة له ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي صادقة، ومليئة، وعاطفية، مشبعة بتجاربه الأدبية طوال حياته وفهمه للعالم.

قرأت لأول مرة حقًا أعمال زانغ هانغ في قسم "الشعر الحديث" في منتدانا. في ذلك الوقت، كان ينشر قصائد تقريبًا كل يوم، بأسلوب منعش ورقيق، ونفحة حيوية، وغالبًا ما تتكون من بضع سطور فقط، لكنها تحمل معاني السحب والغيوم، ومشاعر الرياح والمطر. لم يسعَ إلى البلاغة المعقدة، ولم يعتمد على مواضيع ضخمة، بل اكتشف الحرارة والفلسفة في التفاصيل اليومية الدقيقة. أصبحت "قصائد هانغ القصيرة" في المنتدى نمطًا مميزًا، حتى أن العديد من الأصدقاء الأدبيين شكلوا عادة قراءة ثابتة، حيث أصبح من الضروري قراءة "قصائد زانغ هانغ الجديدة" يوميًا، ومع مرور الوقت، أصبح قسم "الشعر الحديث" تقريبًا عموده الخاص.

حوالي عام 2012، لاحظت أنه قام بتلخيص وتنظيم بعض قصائد المنتدى، مما أدى إلى تشكيل مجموعة الشعر اللاحقة "قصائد صغيرة من طائر الببغاء قوس قزح". اسم هذه المجموعة الشعرية مستمد من منصتنا "طائر الببغاء قوس قزح الأسترالي"، وهو تعبير مباشر عن مشاعره العميقة تجاه هذه المنصة. أتذكر بوضوح، عندما نشر خبر إصدار هذا الكتاب في المنتدى، قام العديد من المشرفين والأصدقاء الأدبيين بتهنئته. وما زاد من حماستنا هو أن هذه المجموعة الشعرية، التي نشأت من المنتدى وسُميت بـ "طائر الببغاء قوس قزح"، حصلت لاحقًا في عام 2014 على "جائزة التميز في الشعر الحديث باللغة الصينية في تايوان"، لتصبح مثالًا كلاسيكيًا على نجاح الأدب الرقمي في التحول إلى نشر ورقي، واعتراف الأدب بها.

تشينغ هانغ شخص متواضع للغاية، لا يتفاخر بإنجازاته على المنتديات. حتى بعد حصوله على الجوائز، فإنه يحافظ على وتيرته المعتادة، حيث يواصل نشر القصائد، والرد على المشاركات، وتشجيع المبتدئين كل يوم. وجوده يشبه المنارة الثابتة في المنتدى، التي توجه أجيالاً من الشعراء للعمل بهدوء. إنه ليس سلطة متعالية، لكنه الأكثر شعبية واحترامًا بين الأقران.

ما أثار مشاعري أكثر هو أن بين زانغ هانغ ووالدي السيد وو تي كانت هناك صداقة مؤثرة للغاية. قبل عدة سنوات، قام والدي بزيارة زانغ هانغ في تايوان قادماً من أستراليا، حيث التقى أدباء عظماء من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي بسبب الأدب. تحدثوا معاً عن الشعر وتبادلوا الإبداعات، والتقطوا صوراً معاً، مما ترك بصمات تاريخية ثمينة. لم تكن هذه مجرد لقاء عادي بين الأدباء، بل كانت تواصل روحي بين كاتبين يقدران بعضهما البعض عبر المحيط الهادئ. في ذلك الوقت، كانت والدتي السيدة دو جوان أيضاً برفقته، وزارت السيد زانغ هانغ، مما يجعلها قصة جميلة عن الروابط الأدبية بين الشمال والجنوب.

للأسف، توفي السيد تشانغ هانغ في عام 2022 عن عمر يناهز الثمانين عامًا. إن رحيله، بالنسبة لـ "ببغاء قوس قزح"، ليس مجرد فقدان عضو قديم، بل فقدان أسلوب أدبي دافئ ودائم. ما تركه لنا ليس فقط الآلاف من القصائد، بل أيضًا صورة حقيقية تنتمي إلى العصر الذهبي للمنتديات الصينية.

اليوم، عند العودة إلى قسم "الشعر الحديث"، لا تزال تلك القصائد التي تركها تتلألأ، وكأنّه لم يبتعد أبداً. المنتدى رقمي، لكن المشاعر التي تركها لنا حقيقية. لولا استمراره في العطاء ومشاركته غير الأنانية، لما استطاعت منصتنا أن تحمل هذا الوزن الأدبي الكبير. اسمه، وعباراته الشعرية، قد نُقشت بالفعل في حلقة الأدب لطيور الكوكاتو الأسترالية، لتصبح جزءاً أبدياً.

إحياء ذكرى تشانغ هانغ، إحياء ذكرى الشاعر الذي رسم العالم بآلاف الجمل القصيرة، إحياء ذكرى عملاق الأدب الذي سيبقى دائماً في قلوبنا.

المصدر: https://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=696854