[الحياة] الكتابة من قبل نصف أمي

المؤلف: وو تشاوهوي

الوقت: 2025-7-07 الإثنين، الساعة 4:14 صباحًا

········································

[الحياة] الكتابة من قبل شبه أمي

لدي الكثير من الأصدقاء، يقرؤون كثيرًا، ومنذ صغرهم تأثروا بالعديد من الكلاسيكيات من الشرق والغرب، ولا يجهلونها. "سجلات التاريخ"، "تاريخ الحكم"، "كتاب道德"، "حلم القصر الأحمر"، "رواية الممالك الثلاث"، "قصص شياو باي" ... يكاد يكون الجميع قادرًا على الاستشهاد بها بسهولة؛ وهناك أيضًا كتب أجنبية مثل "مئة عام من العزلة"، "الحرب والسلام"، "البؤساء"، "فاوست"، "آنا كارنينا" ... كلها أسماء شائعة في ملاحظاتهم. أما أنا؟ لم أقرأ أيًا من هذه الكتب. ليس لأنني أتجنبها عمدًا، بل لأنني لا أفهمها، ولا أريد التظاهر بأنني أفهمها.

الكثير من الناس يتوقفون عن العمل لأنهم لا يفهمون. يشعرون بنقص في الأساس، ويفكرون أنهم غير مؤهلين، ويخافون من أن يُضحك عليهم. لكنني تخليت عن هذا العبء منذ زمن. لقد حاولت أيضًا قراءة "تساو تسي"، رغبةً في أن أكون مثل الآخرين "أتباعًا للأناقة" مرة واحدة، لكنني شعرت بالنعاس عندما وصلت إلى الصفحة الثانية. لا أشعر بالخجل، بل أعترف بوضوح أن هذه الطريقة ليست مناسبة لي.

أنت تذكرني بأبينغ، ذلك الموسيقي الأعمى، الذي عاش حياته دون أن يرى، ولم يتعلم النوتة الموسيقية، ولم يدخل أكاديمية الموسيقى، لكنه استخدم آلته القديمة "إرهو" ليعزف "انعكاس القمر في بركة الماء". كانت تلك هي أفراحه وأحزانه التي عاشها طوال حياته، وصوته الذي يعبر عن رؤية العالم بعينين معصوبتين، وكذلك حياته الحقيقية التي كان يعزف فيها في الشوارع ليكسب لقمة العيش. لقد كتب بمسيرته أغنية خالدة في تاريخ الموسيقى الصينية. هل تقول إنه أمي؟ من منظور دنيوي، نعم. لكن إذا قلت إنه بلا ثقافة، فذلك إهانة لكلمة "ثقافة".

ليس فقط آبي. بل أتذكر الكثير من الناس. مثل تشينغ رون، الذي كان فقيرًا في طفولته ولم يستطع شراء كتب مرجعية، وكان يعتمد على نفسه في نسخ مسائل الرياضيات؛ مثل بيكاسو، الذي رسم في سنواته الأخيرة تلك "الرسومات الطفولية"، والتي سخر منها الأكاديميون باعتبارها فوضى، لكن تلك الفوضى أصبحت كنوزًا في متاحف الفن حول العالم؛ مثل رجال الأعمال الفلاحين، الذين لم يدرسوا MBA ولم يفهموا أي نظرية تجارية، لكنهم مع ذلك حولوا ورشة صغيرة إلى شركة مدرجة في البورصة.

هذه الأمثلة لا أستطيع أن أقول عنها الكثير من المصطلحات، ولا أريد تحليل ما لديهم من "صيغة نجاح". لكنني أعلم أن هناك نقطة مشتركة: جميعهم لا يعتمدون على "خط البداية" الذي يقدمه الآخرون، بل يسيرون فقط على الطريق الأصعب تحت أقدامهم. ليس لأنهم موهوبون بشكل استثنائي، ولكن لأنهم لم يشعروا أبداً بأن "هم غير مؤهلين للقيام بذلك".

أكتب المقالات بنفس هذه العقلية. ما أكتبه، بصراحة، هو نتاج سنوات من الحياة، هو تجارب حقيقية خضتها في المعارك، هو الفشل والانهيار والصراع والنهوض الذي عايشته. لم أكتب من برج عاجي، بل هو نتاج خطواتي التي تركت آثارها. ليس لإثبات مدى ذكائي، بل لترك بعض الخبرات "التي عشتها بنفسي" - إذا كان هناك شخص ما يسير على نفس الطريق، ربما يمكنه تجنب حفرة واحدة.

أكتب ببطء، وغالبًا ما أستغرق وقتًا طويلاً في التفكير في جملة واحدة. ليس لأنني أسعى إلى البلاغة، ولكن لأنني لا أملك تلك "الصيغ القياسية" و"العبارات الجاهزة" التي يمكنني استخدامها. يمكن للآخرين الاستشهاد بعبارة من الأدب القديم أو إضافة فقرة نظرية، لكنني لا أستطيع. يمكنني فقط أن أستخرج الجمل من عظامي واحدة تلو الأخرى.

أعلم أنني أتعامل مع مجالات عديدة، وأعلم أنه في كل مجال، لست من بين الأفضل. هناك من يفهم التقنية أفضل مني، ومن يفهم الأدب أفضل مني، ومن يفهم الفلسفة، وفن القتال، وتصميم الأنظمة أفضل مني. لكنني أجرؤ على قول一句:

في هذه المجالات، كانت أصعب الطرق التي سلكتها بمفردي بهدوء. لا فريق، لا معلم، لا موارد، لا أحد يصفق أو يشجع، حتى الاتجاه الصحيح لا يمكنني إلا أن أخمنه. إذا سقطت، أستطيع النهوض بمفردي، وإذا لم يفهم أحد، فلا بد لي من الاستمرار.

أقول دائماً، إنني لا أكتب من أجل أن يفهمني أحد. أنا في انتظار ذلك الشخص "الذي يفهم"، الذي سيمر ذات يوم، ويرى، ويومئ برأسه - فهذا يكفي. لم أكتب مئات الآلاف من الكلمات من أجل الفوز بالتصفيق، بل لأن هناك أشياء إذا لم تُكتب، ستتعفن في القلب، وتتحول إلى غبار غير معروف.

لا أجرؤ على القول إن ما كتبته هو "عمل أدبي"، ولا أجرؤ على مقارنته بتلك الأعمال الكلاسيكية. لكنني أعلم أن ما كتبته هو نوع من "الهيكل"، هو خريطة تلخصت لدي بعد أن عبرت مجالات الحياة المختلفة على مدى عقود. قد لا تناسب هذه الخريطة الجميع، لكنها بالنسبة لي، هي مصباح يدوي للخروج من الظلام.

يمكنك أن تقول إنني "أكتب كأميّ نصف متعلم"، لكنني أود أن أعتبر هذه الكلمات كوسام، لأنني لم أعتمد على نور الآخرين، بل أنا من جمعت الحطب في الظلام، وأشعلته شيئًا فشيئًا.

لا أجرؤ على مقارنة نفسي بشخصيات تاريخية، لكنني أستطيع أن أقول إنني قد مشيت بمفردي في العديد من أصعب المراحل في بعض مجالاتهم!

المصدر: https://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=696726